Wednesday, January 6, 2010

مشاهد من دنيا صغيره .. مجدي عطيه

الهيئة العامة لقصور الثقافة
اقليم القناة وسيناء
فرع ثقافة السويس
ديوان : مشاهد من دنيا صغيرة
للشاعر : مجدى عطية
2002

المقدمة

امى صاحبة الكرامات والادعية
والبيت اللى من غير مادنه
والقدرة العجيبة فى تفسير احلام المريدين
اللى نسيو يبنو لها المقام
اكتفو بتحويش الشمع
بيقدموه لى باعتبارى واحد م الورثة
بيقرا وياهم على روحها الفاتحة
ولابويا
صاحب اشهر عكازين فى العيلة
سابهم لولاده كميراث مايفيدش
غير فى حالات العجز والشيخوخه
كمان صحابى الملايكة
اللى بعد نص الليل مابيدروش بحاجة
غير ان الرصيف بيظبط خطواتهم
يسلمهم للسرير
ولبنت تشبه مدينة
ماقدرتش تستوعب احلامها
اجبرتها تسلم ادوات الماكياج
وتختفى وراء الاضواء

ريجسير

واد مكلف بتوزيع الاوردر
على ابطال الفيلم الجاى
سقطت منه العناوين فى قطر السويس
قام وزع على صحابه كل الادوار
باستثنا دور حجزه لنفسه
ادا لمثله الاعلى دور البطولة
مع انه ما يستحقهاش
ابتدت عينه تخرج
تصور فى مشاهد
الواد بتمسمره قصايده على باب الدكان
لسه مشغول بتراب وميه
وعجينة طين بتشكل فى قصيدته الكون
سادد بيها باب القبر
قافل على نفسه
سايب طلسم وحجاب على صدر صاحبه
اللى غرق فى البحر
وسهران على القهوة صباحى
بيراقب روحه اللى بتهرب على جناح بومة
ناصب لها المصيدة فى اول القهوة
على كرسى فاضى
ومابتقعش فى مشهد
دخله عيل دوره اساسى
بيرسم فى الصحرا بيوت وشوارع
وماكينة شعر بتطبع وشه بالالوان
على بيت مكسور زى بيوت عجرود
الريجسير عينه بتحدد الزوايا
بيثبت الكادر
ع العنصر النسائى الضعيف
مافيش غير بنت بتحكى حواديت خايبه
بتمثل كل الادوار المطلوبة
الطيبة و الشريرة ، الهانم والخدامه
وفى اخر الفيلم بتترمى لتمساح مغلوب على امره
بيقلب على نفسه الحدوته
طالب المدد
من صاحبه اللى خد دور مؤثر
بيسرق بيه الاضواء بالعافية
مش راضى بدوره
مهدد بوقف التصوير
والطعن فى الريجسير التافه
اللى واخد الدنيا لف على كعوب رجليه
وصعبان على عيل رافض يتصور معاهم
مكتفى بتوزيع قصايده
ماشى عينه بتوقع صور ناقصه
ودبلة فى صباعه مهزوزة
بتشده م العياط تدخله حارة سد
مافيهاش غير دور وحيد
لفلاح متحرر
بيشبك ايديه
يطلع كل صحابه يهزو له شجرة التوت
يسيبهم رهن لفرع ناشف
ويلم بواقى التوت الساقط ع الكورنيش
حاليا :-
كل المشاهد بتفرض نفسها

للعرض القادم ع الريجسير
اللى قفل شباك الحجز ع الابطال الحقيقيين
وموزع ادوارهم على صحابه الكومبارس
وبيكتب فى نهاية الفيلم.

ابو سكينه

كل المشاريب سكت على نفسها
نامت على صوت ضحك
اكبر من تلاته كوكو
مابيشربوش اللبن ، مابيناموش بدرى
بيتصدرو القهوة بتلات كراسى
ويستعدوا لتسميع نفسهم عياط جاى
يعلنو المبادئ اللى قامت عليها قهوة ابو سكينة
واستقلالها عن باقى القهاوى بيطلبو مشاريب باردة
ويفرقوها ع الشارع
بمناسبة عيد قومى لقهوة
رافعة شعار الترس والشيشه
وزياراتهم المتكررة
لشرح بطولات الشهدا فى الاماكن العامة
لكشف الاسباب الحقيقيه لموتهم المستمر
ومطالبتهم الملحة لاستعادة كوكو الرابع
من منفاه فى دكانه
السهرة دخلت فى تلاته وربع
بتخرج النفس الاخير
القهوجية بيسلموهم لبعض
ترجع فى المارك الزايد
تطبق الكراسى والبنى ادمين
وتلم الحساب بعد انهزام تالتهم
اللى بيدارى كسوفه
وينام متغطى بضحك الزباين
من تانى
اتنين كوكو فاقدين الوعى
بيصحوا فى الشيشة النار
فاتحين صدرهم
فارضين نفسهم ع القعدة
ناويين على سهرة صباحى
يخترعو فيها بيوت وصحاب وشوارع
يوزعو النضال بافيهات طازة
لمزيد من التفاصيل
الاتصال بابو سكينة
اللى بيربط ما بين الفقرات
ويفرفش القعدة برقصة بلدى
وبيتنازل مجانا عن نص المشاريب.

سُمعه الاقرع

شايف على كتفه ابطال الفيلم
بيضحى بسمعته ما بين الفتوات
مالهوش غير انه ينضرب وبس
وغيره ياخد تسقيف حاد
لحد مايزهق من متفرجين
فاكرين انه يقدر يشيل الجبل يرميه البحر
الكومبارس
بيرفع نجوم بتقتله فى نهاية المشهد
متمدد ع الارض
بيرفص برجليه قدام كاميرا بتعمل زووم
من كل الزوايا
عشان توضح تعبير الموت على وشه
وازاى بيبتسم
مودع الحياه من زاوية صغيرة
راضى فيها عن نفسه
محير النجوم باداء ما فيهوش تكلف
ونفسه يبقى زى الكومبارس الشهير ( سمعة الاقرع )
يحلق حواجبه ، ينفخ عضلاته

يهدد الابطال بمعارك وهمية
لما تبدا حركات عنيفة تسيطر عليه
من هنا ...... يقدر يكتب مزكراته
يرمزلها بنقط طويلة وقصيرة
يرمز لادواره المركبة بعلامات استفهام
وتعجب للدور اللى ما انضربش فيه كويس
يسيب الفواصل مساحة مفتوحة للدهشة
يمكن تطبع جسمه تحت الافيش.

بنت ع الهامش

سايب لحاسة اللمس تقول كلمتها الاخيرة
فى حاجات نفسى احولها لقصيدة نثر
اربع حيطان ، شوية عفش
بنت بتهرب من تكوينها
نفسها تكون ارفع م القلم
يمكن تعرف تكتب حاجات ما قالتهاش لحد
تعفينى من الكلام عنها
فى ديوان ( مشاهد من دنيا صغيرة )
بتعيشها معايا

راكنة فى ايديها الشمال دبلة
وحرف متعلق على صدرها
ميراثها الوحيد من قصة حب قديمة
سنين ضاعت من غير ما تقصد
ردتها للحظة فيها ضحك ودموع
وجمل غرامية
اتقالت فى اماكن مختلفة
بتنام على صوتها
وصوت بيزق الشباك
شايل كوابيس
تنزل بيها الشارع
تتصارع على اكبر ممثلات القصر الملكى
وعارفه ان الغالبية العظمى
نفسهم يوصلو لطرف فستانها
وعينهم بتملاها الرغبة
من ايام ما كانت طفلة بضفاير
لحد حرف ودبلة
بيشكلو عالم
كان نفسها تعيشه بصحيح
عالم بيسند خيالها ع الحيطة
وبيشبع رغبتها
فى الفرجة على احلامها الناقصة.


سهره متعاده

ليه العيال قلقو
مع انهم عارفين ها يخلى بيهم زى مطرب الدغ
بيشبه قعدة ومعازيم
بتنادى مشهد عادى
مافيهوش بطولة
غير لراجل بيوزع مسا
ويلم النقطة
يجور على حق مطرب بيغنى كوبليهات
مافيهاش حرف ال "ر"
يمكن عشمان فى العيال اللى ضاعت

ترجع له امجاده القديمة
فى سهرة متعاده
طب ايه يجبرهم على القعدة
مافيش غير انهم
يقسمو ع القاعدين ضحك مركون من فتره طويله
ويدارو دموع بتدور على مشهد مش مالوف
يادوب بيلحقوه فى فيلم السهرة
ويقومو كالعاده متاخرين ع الشغل.

حبس انفرادى

م الاوضة المركزية لصناعة القصايد
باعلن غضب اتنين وتلاتين قصيده
اتمردو ع الشكل والمضمون
بعد ما اتجاوزو مرحلة الجرى ورا عربية الرش
يمكن اعرف الفرق ما بين الملك والكتابة
ويمكن ما عرفش
اللى اقلام كتير فيها اتقصفت
فى كف بنت يادوب بتفك الخط
بتاخدنى من دنيا عايشها حبس انفرادى
وسايبانى عريان
يمكن اراجع نفسى
اوهب لها صوتى
اللى اضعف من نفس سيجارة
دخانها مش ملكى
زى السما والارض
والبحر و البنى ادمين.

بره التوقيت

ضحك وناس وشوارع ودموع
ايقاع بيفصل بين روحين
ها سيبك تاخد فى العياط راحتك
تاخدنى وتسرح فى الملكوت
نويت اسيبك فى كامل هيئتك
ياريت ماتعرنيش
قبل ما اكتشف مشيتك
الفرق ما بينا قصيده ودنيا
وحبس انفرادى لتانى مرة
لعيل مايستاهلش الكلام عنه
لاتاريخه ولا عيلته اللى قالت واحد واتنين
والتالت فى السكة
تخليه صاحب خيال طازه

وجوده مايحلش غير فى اخر السيجارة
عارف انك لسه ماطرتش
عايزنى اكمل معاك حوار ماكملشى
ها طير عليك دخان زياده
يمكن تختفى ببدلتك الجينز الوحيده
السيجارة ابتدت تخلص
فاسمحلى احطك فى الطفاية.

بلياتشو

بيلف المدينة اللى جنب البحر
على رجل واحده
والتانية مخبيها لباقى المدن
بيرسم خطوط فى شكل شوارع
تفصل مابين اوضته وحدود المدينه
اللى بتطلق البنى ادمين
لنفس الاماكن
يعيدو الحركات المثيره
باستثناء الميعاد الغرامى
اللى بيتعاد للمرة الثانية
مع الفرق فى المساحة
ومسكة الايدين وحركة الشفايف
البلياتشو بينفخ عمدان النور
وينيم المدينة فى خياله
عشان ماحدش يشوفه
وهو بيتخلص من وصايا ابوه
فى ضلمة بتغطيه وقت اللزوم
وضحكته ساعة ما يطوح المدينة
اللى جنب البحر.

لوحة تقليديه للحياه

ها ادى لنفسى الحق
الف الوان مضرة بالنظر
وادخل من الزاوية اللى تعجبنى
هنا
هاعلق لوحة ماحدش هايشوفها
وهى بتغير لون السحاب
والبيوت والناس
حسب نوع الفرجة
هابدا برسم جزمتى
بعد ما ادارى القطع اللى فيها
احولها لمحور رئيسى
تحتها مشاريعى الجاية
اطبق فكرتى عن التجريد
لتلات شياطين محاصرين القهوة
وليلاتى فاردينها كمين
عشان اسلم نفسى بدون مقاومة
ها اسهيهم وارسم باب
يادوب يفوت تابوت امى
اللى كانت بتصارع الحياه
عشان تموت
دلوقتى ممكن اتخيل شكل تانى للجنازة
المشيعين عرايس بتقطع حبالها
تزوغ من اخر الطابور
بس المشكلة الموت ازاى ها ارسمه
هاخليه مساحة بيضا
جنب بيوت شعرها ابيض وعجزت
على سطحها خريطة لحزنى
باهاجر فيها لبنات عريانة
متعلقة على حبل غسيل
وهدومهم على الحبل التانى
بتهرب ويايا للشارع
ها اتخيل ان فيه قوة بتهددنى
اسلم المناظر
وتطالبنى بالتنحى
هارسم على قد ماقدر مظاهرات
ثوار خارجين
اقزام
ولان الالوان الفاتحة بتخلص
فا مفيش غير انى اطرطش على اللوحه
باللون الغامق.

عرض ساذج لابطال كومبارس ومخرج تافه

اعلان عن مخرج مساعد
بطاقته تثبت انه اتعدى سن المراهقه
عمره الافتراضى مانتهاش
مشواره اقصر من كل تجاربى السابقة
عشان يحس انى الوحيد
اللى قدر يبدا م النقطة
اللى ماتو عندها اعدائى
من غير ما اعرف
انهم اكتشفوا مدارس جديده للعبث
شهادة تطعيم ضد جنونى
اللى ها امارسه فى اول بروفة
لانى هاافرد له مساحات كبيرة
يعلن فيها عن نفسه
لايشترط الخبرة
اللى هايكتسبها منى بعدين
زى زمايله السابقين
اللى صبحو اسامى كبيرة
ماقدروش يشيلوها
ونظرا لان العرض كبير
ضامم نخبه من المع نجوم الكومبارس
اتلمو بعناية
ماحدش ها يفهم ايه اللى ها يحصل
ومين ها يخلص على مين
فى دراما حركية
باحذف منها جمل مخله بتعبر عنى
وبتكشفنى م اللحظة الاولى قدام جمهورى
اللى جه يآزرنى فى محنتى
وبيطالبنى برفع الستاره.

المملكه اللى اخر حدودها هامش

انهارت المملكة
اللى كانت فارضة سطوتها على الاف المهمشين
وشهد ميلادها
مجموعة تافهة مش فاهمة حاجة
بتعترض لمجرد الاعتراض
بنظريات سابقة التجهيز
ماقدرتش نفوسهم الضعيفة
ترشيها بحلم مستهلك
تقضى على فلاسفتها الكبار
اللى نظرو لاحزان نثريه
وخطاوى زايده
دفنوها فى اخر الشارع
عشان تكمل الاثاره
اتنباو بخناقة
خلصت على ضحك محبوس جوايا
كنت محوشه للعوزة
ساعة ما اقفل على الدنيا فى اوضتى
اكتب حاجات وهميه
بتنسب نفسها للواقع
وبفتش على عيل فى القصايد
بيقطع كتبه القديمه
اللى هربو مؤلفينها العظام
من اول مواجهه
وسابوه يواجه مصيره
قدام زعامات شعريه
بتشخبط على الورق كلام كبير مش قد كده
وتنصحه يراجع نفسه
قدام مملكة ضاعت هيبتها
عشان اخر اللى فضلوا منها
مركونين فى الهامش


عيد ميلاد

ماليش مطالب
غير ورقة وقلم ، سيجارة وكوباية شاى
يساعدونى فى الهروب من ابويا
اللى رفض يعيد تقييمى
ودفعنى تمن الحداثة
باكتب قصيده فى اللحظة اللى اختارها
يمكن اكتشف مناطق جديده
تزيد من حجم خسارتى
وادين العالم مع اول فرصة
تسمح لى
اقطع ورق النتيجة
ادور على واد مفقود
ماشفتهوش من خمسة يونيه
ودى البداية التافهة
لعالم راكنة
من سته خمسه وستين فى حتة ضلمه
باطلع منه اول حواديت الطفولة
مش عارف الشبه بين النملة والفيل
شايف الدنيا مجرد مريلة بالبسها واقلعها

مشهد قديم

محارب مابيخفش من خياله
بيقتل فى الكمبيوتر عساكر دوريه
حارسه سجن كبير
وعنيها عليه ليهرب م الشاشة
يوماتى نفس المشهد
لصوت طلقات فشنك
وتابوت لطفلة مدفون معاها بالحيا
مرة تجيله
ومرات ما تجيش فى ميعادها
عنيه تقلب فى بنات ماشيه فى الشارع
يمكن تكون نسيت المكان الوهمى اللى هيتقابلوا فيه
وواقف يبص فى الساعه
ع السنين اللى ضيعها من عمره
فى قصة تراجيدى
وميعاد مش هيتكرر تانى
بعد ما تاخر وسابها
تختبر خفة حركتها لاخر مرة
من سطح الجيران
اكتفى تجيله فى خياله

مجرد طفله مسجونه فى تابوت

No comments: