Tuesday, January 12, 2010

زي ما اكون بتكلم جد .. جمال حراجي

الهيئة العامة لقصور الثقافة

سلسة إبداعات العدد 126

زي ما اكون بتكلم جد

لـ جمال حراجي

الطبعة الأولى 2000

..............................

الديوان 115 صفحه

مقسوم جزئين

الجزء الأول 4 قصايد

مقاطع

يمكن تكون البقعه دم

حد الحصار

مشغول ع الآخر

الجزء التاني 27 قصيده

يمكن ترجع تاني

بروفه أخيره

يادوب رسمه

لازم تخرج فورا

طاقه

روح خفيفه جدا

لحظه واحده يمكن نتقابل

النهارده انت عريس

ليله سريه جدا

عيل ميت من قبل ماييجي الدنيا

واحد سكران

زي ما اكون بتكلم جد

تسنيم

مؤكد ح أعملها في يوم

سوء حظ

مجنون

حاجه تقصر العمر

تلاتين سنه وما رجعتش

لقطه مش للذكرى

زي ما انت كده

خرايط للتذكار

برواز قديم

مع ان روحه ما طلعتش

كان ممكن أصحى

وكأنها بتعدي المانش

آخر رقصة ديسكو

باقي الأشياء اللي أنا متعود عليها

...........................................

الإهداء

إلى تسنيم ابنتي

أول تأويل الرؤى وأصدقها

وإلى عفاف أصل التأويل

إلى الوجوه الطيبه التي علمتني الكتابه

- أبي وأمي .. بدايات الحلم

- أهلي في " قفط " .. و" نجع مُعين "

ودفء الإسماعيله الحنون !

إهداء خاص

- إلى الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي

تواصلا مع ماقدمتموه من إبداع

- أنتم الأصول التي لايمكن نسيانها

علمتمونا التجديد .. والنظر إلى أعلى

والتمرد .. وكسر الملل !

فهل تقبل مني هذه التجربه ؟!

الجزء الأول أربع قصايد من تجربه أولى

مقاطع

مربوط على درجه مش ميري

ولحد الصبح المش مضمون

عليا وعلى غيري

أنا باجري في دايره

والدايره بتجري لغيري

* * *

ح استخبى جوا عينيكي

وما تبصيش

واقلع كل هدومي وأعيط

يمكن أعيش الذكرى الدافيه

واتخلص من خوفي لبكره

ويمكن أكره صورتي العاكسه

بره عنيكي

وأخرج بشويش

وما تحسيش

* * *

كانت واقفه هناك

على ناصية شارع

مش معروف

بتعد الداخل والخارج

من لحمي الميت

طب ح أعمل إيه

لما تسيبي روحي وأنزف

واتبعتر كلي في دمك

ح توافقي تلمي دموعي

من على خدك

ولا ح تسيبي لغيرك .. دمي .

...........................................

يمكن تكون البقعه دم

طالع من الزهره

ولا كنت في السيما

الموت مالوش قيمه

لو ح تهتف

وتكسر إشاره

تحت الممر وتعدي

وسط اندهاش العسكري

واللخبطه في اللون

الأحمر الدموي

فيلفك الصمت القديم

ويهددك بصوتك الممنوع

وينزعك م الملعب الأموي

فتقعد على الدكه احتياطي

وتكتم الضحكه

أو تدوب تحت الرصيف

فتكسر إشاره من تاني

وتطرطق ودانك

لصفارة العسكري

وتعمل مش مهتم

وتعدي م الألوفات

تقف مبهور على

طرف حبل المشنقه

وتشد روحك

من كتاب المدرسه

ومن نشيد اتمنع من الحفظ

فتغافل العسكري

وترمي نفسك من جديد

تحت الممر ..

نفس العيوب والوسوسه

يمكن تكون البقعه دم

أو تكون هلوسة

طالع من الزهره

ولا كنت في الكتاب

حاولت تهرب من دوار البحر

وتخلص حروفك م الهجايه

ومن بدايه بترسمك

خريطه ع الورق

دلتا ونهر ..

وبحر مزوغ من حصص

التاريخ

ومن الوصايا العشر

طالع من المنفى ..

ولا بتخاف من المطرا

الموت في جلدك بيعيد

تفاصيل المداين

والقبل ع الشفاه

وبيغافل الحراس

طالع من الزهره

ولا من قلوب الناس .

......................................

حدّ الحصار

إلى روح الشهيد عمر الفرك

أحد شهداء الاسماعيليه في 67

من المدرسه الثانوي لحد باب الجيش

كنت بتلم الخطاوي في مريله م الخيش

وفي ضفيرة بنت سايبه أمرها لله

وبتعد الليالي - للي مابيجيش -

كان النهارده كام في شهرنا العربي

وكام من شهور الجيش

وازاي ح نحفظ الأرقام

ما دمنا زي ما بنعيش نموت

وانت الوحيد سهران

مع ضي نجمه على شط القنال

تحدف جرايتك للسمك والملح

يمكن تنفع اللقمه في ليالي الجوع

أو تغسل الميه صديد الجرح

كانوا العيال في حارة الشهدا

بيلعبوا عسكر وحراميه

يلموا الشوارع م الدمار

ويستخبوا في الكوره الشراب

يحركوا قلب الكبار

ويفرغوا المدينه من الأغراب

يهتفوا باسمك جماعة على حد الحصار

ويقلبوا الموازين في غمضة عين

ليحنوا إلى رؤياك

ويعدوا إليك بالقرابين

ويحملوك دموع الأنبياء

وشفاعة الخارجين من ديار الأوليا

ويستخبوا في جلدك من دانات النار

ومن خجل الممات في الحيّا .

........................................

مشغول ع الآخر !!

مشغول ع الآخر

وموزع نفسك

سواطير الخلق

في باب اللوق

كان محتاجلك

تحت الرايه

لما داريت دموعك منه

وسبته يشد الحبل لوحده

ويهتف لبقعة دم

كبرت فجأه في صدره

بكره الجرنال يكتب عني

وواحد معرفوش

هيعيط على صورتي

كنت بتخاف ليشوفك

وانت بتعد قروشك خلسه

تحت التنده

وتتدارى في أتوبيس النقل العام

ليردك تاني للفقر والعوزه

بالتأكيد غلطان في العنوان

مبقاش محتاج

لا لخوفك منه - ولا لمدة إيدك في الضلمه

ودس قروشك من عرق

الناس في جيوبه

مبقاش محتاج

للرايه البيضا

المكتوبه بخط ردئ

ولا لحبل يدوب في صوابعه

ولا لعطف البهوات على عجزه

بكره مكانه ح تشيله البلديه

وتحط بداله عسكري دوريه

يمارس نفس الدور بغباء

وتعدي عليه

وانت مشغول ع الآخر .

..............................................

الجزء التاني قصايد جديده .. نوعا .. ما

يمكن ترجع تاني

كانت قدام الفترينه

بتعد قزايز البرفان

وبتحسب في الأسعار

لما خرجت بوشك من

تحت البرواز

شديت على إيدها بحرقه

كانت عايزه تبوسك

ومنعتها العربيه البودره

على الناحيه التانيه من التلتوار

ولأنك مابتعرفش تفرق بين

شكل الناس في الزحمه

ماقدرتش تفهم إن

" البليه الدواره طالت منك راق "

استغبيت على قد ماتقدر

وحاولت تستفسر عن أشياء مش مفهومه

ساعتها بس قدرت تقنع نفسك

إن النهايات المفتوحه في الأفلام العصريه

هي الموضه - مش بس فساتين السهره

كان لازم تعرف إنك مش عصري

وإنك متباع على طول الخط

وآهي عندك فرصه

حاول تعتذر عن كام سنه عدت

- ماقدرتش - ويادوب بتحاول

تمد الإيد لوداعها

كانت تاهت في الأسفلت

وكل عربيات الشارع عدت على صدرك

وفضلت لوحدك .. تفاصل في قزازة برفان

هديه - للمره الجايه -

يمكن ترجع تاني

فتحاول تعاتبها وتفهمها

إنك غيرت ملامحك

وبقيت إنسان عصري !!

................................................

بروفه أخيره لـ مجدي الجابري

ما أقدرش أجيلك

ولا أحلم وياك

بسلامة نيه

عن ليله تحت القمرايه

وسواقي بتجر دموعك

لأراضي بور .. تخضّر

كلام وشعر وولاد وبنات

"ماقدرتش" أحجز لك ورده

من بستان مررته بقصد

من تحت صوابعك

ولأصحابك من غير ماتحرف

فيه ولاكلمه

أو حتى تقول لبناتك عن سر

الشجره اللي بتملا حفانها

من طمي النيل ع الكورنيش

وتوديه للفيوم

وتشر عرق طافح على

توب الكستور

ح تصدقني .. لو قلت لك :

قبل السفريه إياها

كنت بافكر أرسم لك " بروفه "أخيره تذكار

وأهديها لوشك تحت البرواز

بس احترت .. أبدأ من فين؟

من آخر بروفه لقصيده جديده

وماعرفتش تنهيها بشكل يرضى جميع النقاد

وتسميها بقصد " الحياة مش بروفه "

ولا من كرهك للضابط..

اللي اتريق على حلم أبوك في القسم

وهو بيتباها "بنبوغك"

في قميص الدمور الخام

وما قدرتش تحقق كل أّماله

في الدبورتين والبدلة الميري

وتعظيم البهوات للباشا

بن على الجابري شاويش دورية أّخر الليل

واخترت طريق الشعر

اللي مالوش أي علاقه

بالصالونات وأصحاب " الجزم " اللميع

وياقات النيلون

وفضّلت الموت وسط أصحابك

ع القهوه غرقان في "البن" الساده

ودخان الكيلوباترا

والشعر "الرمزى" المنثور

اللي مدوّخ نقاد الدرجه الثالثه

فقررت إنك تستسلم للدم

المخنوق في عروقك حتى الموت

ولاّ إنك تسيب " دماغك " لحراس الأطلس

أوتفاح الشيشه على رصيف " قهوة البستان"

اخترت إنك ترحل بدري

من غير أي كلام كنا بدأنا ندق حروفه

شويه شويه تحت التنده

في أتوبيس الشعر "العام"!

طب ليه.. ترحل من غير زفه

أو ضمه ترقص فيها وتحزم

وسط بناتك بالشال الفيومي

وتغني الشعر بدون قافيه

..............................................

يادوب رسمه

الدم المرسوم على أسفلت الشارع

مكتوب بعنايه

قلب وسهم يادوب بيلامس

أول خط في الرسمه

على الرغم من كتر الرجلين

اللي بتدهس في الشكل

لسه الحروف واخده مضمون " الدم "

وبارزه زي حجاره في معبد فرعوني

محتاجه لحد يفك رموزها..

وحتى اللحظه الفاصله..

كنت "بافكر" إزاي قدروا

اثنين : بني أّدمين"مش عفاريت

يساوموا الأسفلت الجاف

ويخلوه يشاركهم فرحتهم

"بالدم" المنزوع من صوابعهم

وما يرفضش .. ولا يقلب وشه

فتضيع كل ملاحهم

ويبقوا يدوب رسمه على

وش الأسفلت.

..........................................

لازم تخرج فورا

في مكان مناسب جدا

تحت سقف الروح

تقدر ترفع صوتك بالغنا

تقدر تفاصل في الحروف

تركب سلم المقامات

واحده.. واحده

وتشاور على أصعب

جملة تجيلك زحف

في مكان مناسب جدا

تقدر تحلم..

باللب نفسك فيه من زمان

وماقدرتش تبوح!!

تسهر ليلاتي

مع عواد من جيلك

وكمناجتي بيوجع رأس

الشارع طول الليل!

على قد الكلمه الصافيه

الطالعه بجد من قلبك

تقدر تتمدد على ضهر المجد

وتخالف كل النقاد المتفقين

في الرؤيا معاك

تحضر حفله سخيفه

على شرف الغنوه

التايهة في جلدك

من أيام الهجرة الأولى!!

تعمل سرحان

لما مذيع الحفله

يقدم دورك على كل الحاضرين

تعتذر بلباقه

عن كلمة ترحيب مبتوره

وتبدلها بالشكر لفناجين القهوه

ولأصحاب الدعوة

اللي مفيش بينك ولا بينهم أي كلام

تقعد في نفس مكانك سرحان

ح تعدى على جثة مين

تحت السجاده "العجمي"

وح تشرب دمك في الكاس الجاي

وتغرق في " البويه " وضحك الستات"

كان لازم تخرج فورا

بره أكيد..مكان مناسب جدا

للتفكير..

يمكن تقدر تعيد حساباتك

من تاني.

.......................................

طاقه

الطاقه اللي كنت بتبص

منها على العيال

وهما بيلعبوا الكورة الشراب

في شوارع منشية الشهدا*

وكنت بتشجعهم بحرقة

وانت يدوب وشك باين

من الفتحة الضيقة وباقي جسمك

مدفون بين الحيطان القديمة

نفس الطاقة انهدمت واتقام

مكانها "برج"سكنوه الغواني

ومليونيرات فتارين "سعد زغلول"**

والحارة الضيقة أكلها الشارع في التنظيم

ومفضلش منها غير كشك بيبيع السجاير

المستوردةوالميه المعدنية

للعيال الحريفه اللي كسبوا في أّخر

جولة م الكورة الشراب

وغيروا أرض الملعب فجأة

لحتة تانيه ممنوع فيها

حد يبص عليهم

أو حتى يشجعهم

من فتحة "طاقة"قديمة

بتطل على شارع واسع

من شوارع منشية الشهداء

.........................................

روح خفيفه جدا

الراجل العجوز اللي بيستنى يوماتي

القطر القشاش على

شريط السكه الحديد

اختفى فجأه

وماعدش بيسأل حد

عن أسباب تأخير قطارات

الدرجه الثالثه

وتكسير شبابيك العربيات

الخربانه

وشتيمة الكمسري للركاب

مع أنه كان امبارح بس

بيلم ضلوعه من على شريط

القطر ويعبى عضامه في كيس

بلاستيك ويخبى وشه بورقه

جرنال قديمه عشان مايشفش

الناس وهي بتتفرج على خفة روحه

وهي بتطير في السما لجل ما تلحق

كرسي

في آخر عربيه في

القطر القشاش

.............................................

لحظه واحده ممكن نتقابل إلى مجدي حسين

لحظه .. ويتبدل المانشيت في الجرنال

من الأحمر الدموي .. للإسود القاتم

لحظه .. ويكتروا المعذبين في شاشة التليفزيون

من غير مقرئين أو قهوه ساده

أو بنت صغيره مموته نفسها من العياط

لحظه واحده .. ويقوم مجدي يحكيلها حدوته

فتنام !!

وقبل ما يطفي نور الأوضه

يحل نفسه من كل الارتباطات

اللي وعد أصحابه بيها ع القهوه

وما قدرش يوفي

لحظه ويحمل أوراقه وكل كتاباته

اللي مازالت مسودات

ويحاول يلحق أول كرسي في الدرجه التالته

في قطر كان مستنيه من مده

ويشخبط على كل العناوين الباهته

اللي اختارها زمان

ويغير في الترتيب ويبدل لغته المعتاده

عيّل وعملها .. ما قدرش يبص في عيون

أصحابه القداما .. ولا قدر يبرر لهم

موقفه المش واضح من شعر التفعيله

لحظه ويقف القطر وينزل لمحطه بدون يافطه

ويكملوا هما .. ح يقابله شخص ما يعرفهوش

ويسلمه كل اللي معاه .. مقابل " لحظه " واحده

يتقابل فيها مع نفسه " من غير أصحاب "

أو شعر أو بنت " صغيره " محتاجه لحدوته عشان تنام !!

.............................................................

النهارده .. انت عريس

ابتسم انت النهارده عريس

سيب دماغك تحت اللحاف

وامشي على قد رجليك ما تمشيك

ح ترسيك على بر أكيد

أو البر يرسى عليك

مش مهم .. المهم إنك تبتسم

وكل اللي ممكن تعمله

إنك تفتح بقك 180 درجه

وتطرد صف سنانك على قد ما تقدر

لقدام ..

كده تبقى بتضحك ضحكه كبيره

وما حدش يقدر يحسب عليك

عدد الضحك في اليوم الواحد

ويصوروا وشك في الجرايد

وينشروك على إزاز الفتارين

مش مهم يكتبوا إيه عليه

المهم إنك تبان في الصوره

وانت بتضحك

وعشان ماتحافظ على ضحكتك

ما تقراش جرايد ولا تتفرج على تليفزيون

ولا تكتب " كلام " يعكر مزاج

اللي بإيدهم الأمر

مش مهم " التمن "

ح تدفعه انت

أو يدفعه غيرك

أو تآخده بالتقسيط من بنك الضحك الوطني

إشرب من النيل أو القنال

أو أي ترعه قميئه تقابلك

وانت مروح لعيالك آخر الليل

إطوح على قد ما تقدر

وإعمل إنك سكران

ح تعدي على جثث كل

اللي قابلتهم امبارح

وح تضحك من قلبك

لما تلاقي نفسك

واحد " عريان " من كل حاجه

ووحيد بين أربع جدران

وقتها بس .. ممكن تبتسم

وممكن كمان تلبس بدله جديده

وتحلق شعرك ع الموضه

وتقعد في الكوشه لوحدك

ولو طلع عليك الصبح !!

ممكن تصرخ صرخه كبيره يتجمع حواليك كل الناس

وقتها ممكن تطلب منهم وانت بتضحك

كلمة " مبروك " مش ح يستغربوا

أو يقولوا عليك مجنون

لأنك إنت النهارده عريس

فابتسم !!

....................................................

ليله سريه جدا

تحت تنده - في موقف أتوبيس النقل العام

رغم معرفته بمكانه اللي المفروض

كان هيروحه من عشرين سنه

كان بيسأل على آخر أتوبيس

ورغم الإجابات المبتوره

من كل اللي قابلهم

إلا إنه مُصر يعرف

آخر أتوبيس ح يجي امتى

وح يروح فين ؟

ومازلات " البت الخمريه " المتعلقه

في دراعه الشمال

بتترجاه إنه يديها الوصفه السحريه

لقضاء ليلة راس السنه

في العشه الصفيح

تحت الهرم الأكبر

أو يتنازل عن إصراره المجنون

ويقضي معاها ليله سريه جدا.

........................................

عيل ميت من قبل ما ييجي الدنيا

 

 

 

 

 

 

No comments: